الأحد، 31 مارس 2019

اكتشاف :- انهض ما الذي تفعلة الان ؟


كانت الشمس قد غربت وأنا مستغرق في النوم منذ فترة. وقف أبي وقامته تعلوني والتجهم والسقم باديان عليه، ثم قال: «ما الذي تفعله بهذه البندقية؟» أدركت أنه لم يدر على الإطلاق بما فعله الليلة املاضية، فقلت: «حاول شخص ما الدخول. كنت أنتظره.» ِ – «لم لَم توقظني؟» – «حاولت لكنني لم أستطع أن أجعلك تتحرك قيد أنملة.» – حسنًا.

لا تقف مكانك طوال اليوم. اخرج لترى إن كانت السنارة قد اصطادت سمكة نفطر بها.

فتح أبي الباب، فركضت إلى الخارج متجها إلى ضفة النهر. لاحظت أن بعض أفرع الأشجار والأشياء تطفو مع ماء النهر، فأدركت أن مياهه قد أخذت في الارتفاع، فلما سرت على طول ضفته رأيت قاربًا. كان قاربً ً ا جميلا يبلغ طوله نحو ً ثلاثة عشر أو أربعة عشر قدم ً ا، فغصت برأسي أولا ثم بجسمي كله في املاء مرتديًا كامل ملابسي، وسبحت نحوه. خطر لي في البداية أن والدي سيسعد برؤيته، إذ سيساوي ثمنه عشرة دولارات على الأقل، لكنني عندما صعدت إلى الشاطئ لم أجد والدي، فواتتني فكرة أخرى. قررت أن أخفي القارب وأن أطفو به بالنهر خمسني ًميلا ً لأخيم في مكان ما إلى الأبد بدلا من الاختباء في الغابة عندما أفر.

كنت بحلول هذا الوقت على مسافة شديدة القرب من كوخ والدي. ظل يُهيأ لي أنني أسمع صوت والدي وهو قادم، لكنني استطعت آخر الأمر أن أخبئ القارب، ثم رأيت والدي وهو في طريقه إلي، كان يصوب بندقيته نحو طيور على مسافة بعيدة. لم يكن قد رأى شيئًا.

بعد الإفطار حاولت أثناء استراحتي أنا وأبي أن أفكر في طريقة تمنعه هو والأرملة من تعقبي، سيكون هذا أفضل من الركون إلى أنني أستطيع الفرار قبل ً أن يلحظا غيابي. ظللت لحظة عاجزا عن الاهتداء إلى طريقة، لكن في آخر الأمر نهض أبي من رقدته وجلس منتصبًا ليشرب بعض املاء ثم قال: «إن رأيت شخص ما يجول خلسة بالجوار ثانية أيقظني، هل فهمت؟ هذا الرجل لم ينو خريًا. من الأفضل لك أن توقظني املرة القادمة.» ثم تمدد وغشيه النوم. ما قاله أمدني بالفكرة التي كنت أحتاج. أمكنني الآن ً حل املشكلة بحيث لا يفكر أحد أبدا في تعقبي.

أعلم انكم تتوقتون شوقآ لمعرفة باقي التفاصيل ، تابعونا لمتابعة الاحداث.

نذير شؤم :- أحداث حقيقية من ارض الواقع


في البداية أعتدت علي الاختباء في الغابة أغلب الوقت الذي كان فيه قريبًا. قال البعض ً أيضا إنه لم يعد موجودآ، لكنني لم أصدقهم، فقد آمنت بأن هذا العجوز سيظهر من جديد، ولو أنني تمنيت ألا يفعل.

لعبت أنا والصبية الآخرون لعبة اللصوص من حني لآخر مدة شهر، ثم انسحبت أنا منها، وانسحب سائر الصبية؛ إذ لم نسرق أي شخص، وإنما تظاهرنا بذلك وحسب. اعتدنا أن نسارع بالخروج من الغابة وأن ننقض على من يحملون النباتات والحيوانات في العربات الذاهبة إلى السوق، لكننا لم نسرق أيٍّا منهم قط. كان توم يسمي الخنازير بـ«كنز الذهب»، وثمار اللفت بـ«املجوهرات»، وكنا نقصد الكهف ونتحدث عما قمنا به، إلا أنني لم أر أن الأمر مجد.

 مرت ثلاثة أو أربعة أشهر ومضى جزء كبري من الشتاء. كنت قد أخذت في ً ارتياد املدرسة، وصرت أستطيع هجاء الكلمات والقراءة والكتابة قليلا، كما أمكنني ً أن أردد جدول الضرب وصولا إلى ٦ × ٧ = ٣٥ ،لكنني لم أحسب أنني أستطيع أن أزيد على ذلك حتى إن حييت إلى الأبد. كرهت املدرسة في البداية، غري أنني اكتشفت شيئًا فشيئًا أنني أستطيع احتمالها. كنت أتغيب عنها بغري إذن كلما شعرت بامللل، وكانت املشكلات التي ستترتب على ذلك الأمر في اليوم التالي تفرحني، كما بدأت أعتاد بعض الشيء على عادات الأرملة دوجلاس، فهي لم تكن شديدة القسوة، إلا أنني ظللت أجد العيش ً في منزل والنوم في فراش أمر ً ا مزعج ً ا قليلا، كنت قبل أن يتحول الجو إلى البرودة أتسلل أحيانًا خارج املنزل وأنام في الغابة، فهذا أشعرني بالراحة. فضلت عاداتي ً القديمة، إلا أنني بدأت أميل قليلا ً إلى العادات الجديدة أيضا، وقد قالت الأرملة ً دوجلاس إنني بدأت أحرز تقدما وإنني أحسن التصرف، وإنها لا تخجل مني.

اتجهت إلى الحديقة الأمامية وتسلقت سورا. كان يغطي الأرض ثلج سقط ً مؤخرا ووصل ارتفاعه بوصة، أبصرت عليه آثار قدمي شخص ما. أتى هذا الشخص من املحجر ثم وقف بعض الوقت دون أن يفعل شيئًا، ثم عاد ودار حول سور الحديقة. من الغريب أنه لم يدخل أو يطرق الباب بعد أن وقف هكذا. انتابني الفضول، فعزمت على اقتفاء أثره، لكنني بعدئذ انحنيت لأتأمل الأثر عن ُ كثب. حفر على كعب الحذاء الأيسر علامة على هيئة صليب لصرف الشيطان، كانت على حذاء أبي.

أخذت أركض بأقصى سرعتي، وتلفت خلفي من حني لآخر لكنني لم أر أحدا، وبلغت منزل القاضي ثاتشر بأسرع ما أمكنني، فسألني إن كنت قد أتيت من أجل بعض من املال الذي يحتفظ به لي.

فأجبته: «لا يا سيدي، لا أريد هذا املال بتاتًا، أود أن تأخذه أنت، أود أن أعطيه لك، الستة آلاف دولار الذهبية، مع كل شيء آخر غريها.» ً فنظر إلي ذاهلا وبدا أنه لا يفهم الأمر.

فقلت له: «أرجوك أن تأخذ املال، ولا تسألني أي شيء، لن أضطر عندئذ إلى أن أكذب.» تطلب الأمر بعض الإقناع، فجعلني في نهاية املطاف أوقع على قطعة ورق وقال إن هذا يعني أنني قد وهبته كل أموالي وأملاكي. بعدئذ تركته لأبحث عن جيم، عبد السيدة واتسن، الذي امتلك بعض الأغراض السحرية التي يفترض أنها تنبئ باملستقبل. كان جيم على دراية بكل شيء عن ً الحظ الجيد والعاثر، فأخبرته أن والدي قد عاد مجددا، وأنني وجدت آثار قدميه على الثلج، فقد أردت أن أعرف ماذا ينوي أن يفعل، وكم من الوقت سيمكث؟

تابعونآ لاستكمال باقي التفاصيل.